في السقوط يهرب الوجود البشري من ذاته ويفقد نفسه في وجود غير أصيل مع الآخر وهو ما يسمى بالـ "همّ" أو في الانشغال والاهتمام بشؤون عالم الأشياء، ومع ذلك فإن فرار المرء من ذاته يوحي هو نفسه بأن الموجود البشري قد يواجه نفسه بالفعل بطريقة ما.
يقول سارتر: هو الذي اختار، وهو المسؤول عن اختياره، وهذا هو معنى السقوط: معناه أنني أحدد وجودي، أو اتخذ موقفاً حيال نفسي، أو هو هروب الإنسان من ذاته بوصفها قادرة على أن تكون نفسها.
والسقوط فرار من القلق ،
لأن القلق يتهدد وجودنا بأسره، ويعزلنا أمام أنفسنا، بحيث نشعر بهذه العزلة شعوراً حاداً يختفي معه كل ما يمكن أن يعتمد عليه الإنسان في وجوده، وينتابنا شعور بعدم الاستقرار، فيجد نفسه مرغماً على اختيار ذاته، وأن الوقت قد حان لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، إن السقوط يتضمن اختيارنا لذاتنا بذاتنا، والسقوط يصاحبه القلق."