Page 89 - الفلسفة والعلوم الانسانية الفصل الثاني - الثالث الثانوي
P. 89
خامس ًا :ال ّذات كما ينشدها الفرد:
هـي مجمـوع التصـورات والمـدركات التـي يكونهـا الفـرد عـن نفسـه كمـا يتمنـى أن يكـون عليهـا،
وإذا لـم تتسـق صـورة الـ ّذات النموذجيـة لـدى الفـرد مـع صـورة الـذّات كمـا هـي فـي الواقـع ،فـإن هـذا
الاختـاف بيـن الذّاتيـن يـؤدي إلـى حالـة مضطربـة تشـكل فجـوة حقيقيـة بيـن مـا يطمـح أن يكـون عليـه
ومـا هـو عليـه بالفعـل ،ويـؤدي إلـى الشـعور بالقلـق والإحبـاط والتوتـر ،أمـا إذا اتسـقت الـذّات النموذجيـة
مـع الـذّات الفعليـة للفـرد فـإن هـذا يـؤدي إلـى حالـة التطابـق التـي يشـعر مـن خلالهـا الفـرد بالارتيـاح
والثقـة والقـوة.
إن حالــة التطابــق لــدى الأفــراد تتأثــر بالتقديــر الإيجابــي غيــر المشــروط مــن قبــل الوالديــن (إعطــاء
الوالديـن لمشـاعر الحـب والرضـا مـن دون قيـود أو شـرط) ،إذ يتأثـر الأطفـال بمعاملـة والديهـم ويسـعون
نحـو الحصـول علـى رضاهـم وموافقتهـم مـن خـال القيـام بالأشـياء الجيـدة التـي يشـترطها الآبـاء علـى
أبنائهـم ،وهـي سـلوكيات إيجابيّـة ومحببـة وبهـذه الطريقـة يحصـل الأطفـال علـى كثيـر مـن مشـاعر
الحـب والرضـا والثقـة بالنفـس.
وبالتالـي فـإن السـلوكيات التـي لا تحظـى بموافقـة الوالديـن تجعـل الأطفـال يشـعرون بالقليـل مـن
الحـب والرضـا الوالـدي (خبـرة مؤذيـة) ،ممـا يـؤدي إلـى سـوء التوافـق النفسـي وإعاقـة تحقيـق ذواتهـم
ونموهـا.
نشاط:
يعرف الطموح بانه الهدف المستقبلي المأمول تحقيقه
١ .١أح ّدد طموحي الذي أسعى للوصول إليه.
٢ .٢أناقش مع زملائي الدور الذي تلعبه النظرة إلى ال ّذات في مساعدة الفرد على تحقيق أهدافه؟
إن تطويـر الـ ّذات لتكـون أفضـل م ّمـا هـي عليـه هـو أمـر بالـغ الأهميّـة وذلـك مـن خـال تحسـين
قـدرات الفـرد وإمكانياتـه ومؤهلاتـه ،ومعرفـة نقـاط القـوة فـي شـخصيته وتطويرهـا ،ويشـمل هـذا التطوير
القــدرات العقليّــة ،ومهــارات التواصــل مــع الآخريــن ،وتحســين القــدرة علــى الســيطرة علــى النفــس
والمشـاعر وردود الأفعـال ،واكتسـاب مهـارا ٍت عديـد ًة ،وهـذه عمليّـة دائمـة لا تتوقـف عنـد حـد معيـن.
88

